ونشرت الإدارة الوطنية للمحيطات فى الولايات المتحدة، صورة من الفضاء للـ3 أعاصير المتواجدة فى المحيط الأطلسى حالياً، حيث يظهر الإعصار القوى “إيرما” الذى يضرب منطقة الكاريبى فى طريقه لولايات أمريكية.
كما تشكّل الإعصار خوسيه مساء اليوم فى المحيط الأطلسى بسرعة 120 كم فى الساعة متخذاّ نفس مسار “إيرما” فى الكاريبى”، كما بلغت أيضاً العاصفة الاستوائية “كاتيا” قوة الإعصار 120 كم، ولكنّها تتجه نحو خليج المكسيك.
ضحايا “إرما”
وقتل شخصان في بورتو ريكو جراء إعصار “إرما” المصنف من الدرجة الخامسة، بعد أن أودى بحياة 4 آخرين في “فيرجن آيلاندز” الأميركية وأحدث دمارا واسعا فيها.
وتحسبا لوصول “إرما” الأقوى على سلم قوة الأعاصير، أجلي آلاف الأشخاص من مساكنهم في ولاية فلوريدا حيث يتوقع وصول الإعصار الذي دمر مناطق واسعة في جزر الكاريبي خلال ساعات.
كما أجلت كوبا 10 آلاف سائح معظمهم من الكنديين من منتجعاتها الساحلية ورفعت إنذار الكوارث لأقصى درجاته، مع اقتراب الإعصار الذي تبلغ سرعة الرياح فيه 295 كلم/ساعة.
وكانت أول ضحايا الإعصار الوحشى جزيرة سان مارتين وأنجويلا وباربودا فى جزر الباهاما بكوبا، كما واصل تدمير جزيرة سان بارتولوميه الفرنسية وجزر أخرى بالكاريبى، وهى جوادالوب، ملحقاً الدمار بالمبانى والفنادق وانتشار الأنقاض وسط مياه الفيضانات بالشوارع، فضلاً عن اجتثاث النخيل والأشجار فى مشاهد كارثية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يصل إلى 37 مليون شخص يمكن أن يتضرروا جراء إعصار “إرما.”
وأعلنت الأرصاد الجوية الفرنسية أن البحر “يتدفق بعنف بالغ” على السواحل وأن “المياه تغمر قسما كبيرا من مناطق الساحل المنخفضة”.
وتحدث مراسلا وكالة فرانس برس في سان مارتن وسان بارتيميلي المتحصنين في منزليهما عن طوفان يرافقه وميض البرق واشجار مقتلعة وانقطاع التيار الكهربائي والاتصالات الهاتفية.
ويعتبر الاعصار ايرما أشدّ من الاعصار لويس الذي ضرب جزيرة سان مارتان عام 1995، والإعصار هوغو الذي أسفر عن مقتل 15 شخصا في غوادولوب عام 1989، والإعصار هارفي الذي ضرب تكساس ولويزيانا في الآونة الأخيرة وأدى الى مقتل 42 شخصا متسببا بأضرار مادية بأكثر من مئة مليار دولار.
في هذه الأثناء، أعلن المركز الوطني الأميركي لمراقبة الأعاصير أن الاعصار خوسيه اشتد قوة وأصبح إعصارا خطرا من الدرجة الثالثة، ليصبح بذلك ثالث إعصار قوي ضمن موسم أعاصير المحيط الأطلسي في 2017.
وقال المركز إن “خوسيه” المتواجد حاليا شرق جزر الأنتيل الصغرى، ترافقه رياح تبلغ سرعتها 195 كلم/ساعة، فيما يتجه شمال غرب بقوة 30 كلم/ساعة، مضيفا أن سرعته قد تشتد خلال الساعات المقبلة.
قال المركز أنه تم رصد الاعصار على بعد نحو 955 كيلومترا شرقي جزر الأنتيل الصغرى،، وتم تفعيل مراقبة الإعصار في أنتيجوا وبربودا ، حيث يتبع خوسيه نفس مسار الإعصار إرما الذي يسير حاليا باتجاه جنوب شرق الولايات المتحدة واقترب من جزيرتي سان بارتيليمي الفرنسية وسان مارتان في الكاريبي موقعا فيهما “أضرارا جسيمة”، وبات الآن يتوجه إلى بورتو ريكو وقد يطال هايتي وفلوريدا.
“كاتيا ” يتشكل
وبالإضافة إلى إعصاري “إرما” وخوسيه، يتجه إعصار “كاتيا”، الذي تشكّل في خليج المكسيك، نحو سواحل فلوريدا بسرعة بلغت قرابة 4 كيلومترات في الساعة، فيما توقّع مركز الأعاصير الوطني الأميركي ارتفاع سرعة الرياح المصاحبة له لاحقاً.
وبحسب خبراء الأرصاد الجوية فإن آخر مرة تشكلت فيها ثلاثة أعاصير متزامنة في المحيط الأطلسي كانت في سبتمبر 2010.
الأعاصير وأسماء “البشر”
عرف الجميع الآن، ما هو “هارفي” وما هو “إيرما”، ولكن لا أحد تقريبا يعلم السبب الذي يجعل الأعاصير تحمل أسماء البشر.
تتخذ الأعاصير أسماء لسبب بسيط، وهو جعل التواصل أسهل، ففي الماضي كانت الأعاصير تحدد على أساس خطوط الطول والعرض، ولكن الأرقام يمكن أن تتداخل عندما يتم نقل المعلومات بين المصادر المختلفة ، بحسب “روسيا اليوم”.
أما الأسماء فهي مميزة لا تنسى، مما يجعلها أكثر ملاءمة للاستخدام والحصول على المعلومات بسرعة، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
وكان إطلاق الأسماء على الأعاصير في البداية بشكل عشوائي، ولكن خبراء الأرصاد الجوية بدأوا باستخدام نظام الحروف الأبجدية مع قائمة من الأسماء المؤنثة فقط، منتصف التسعينيات، وتحديدا عام 1950، حيث تحمل العاصفة الأولى من موسم العواصف اسما مؤنثا يبدأ بحرف “A”، ثم تحمل العاصفة الثانية اسما مؤنثا أيضا يبدأ بحرف “B” وهلم جرا.
وفي عام 1953، تخلت اللجنة الدولية للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن نظام الأبجدية، واختيار أسماء النساء خصيصا للعواصف، ولم يتم إضافة أسماء الذكور حتى عام 1979، باعتبار أن الكثيرين كانوا يظنون بأن الأعاصير التي تحمل أسماء النساء ليست على قدر كبير من الخطر، وهو ما قد يسبب عددا أكبر من الضحايا.
ووضعت قوائم لأسماء الأعاصير موزعة على مناطق متعددة للمحيطات حول العالم، ويعاد اليوم تدوير المجموعات ذاتها من الأسماء كل ست سنوات، بحيث تستخدم قائمة محددة كل عام، وهو ما يعني أن مجموعة معينة من الأسماء تتكرر كل ستة أعوام.
وتشمل قائمة الأعاصير للعام 2017 عدة أسماء من بينها “بريت”، “أوفيليا” و”فيليب” والتي من المقرر إعادة استخدامها مرة أخرى العام 2024، باستثناء الأعاصير المدمرة التي يتم حذف أسمائها تماما من القائمة، ومنها إعصار “كاترينا” و”ساندي” و”جواكين” و”أيرين”.
ولم يتم الإعلان بعد عما إذا كان سيتم حذف “هارفي” أو “إيرما” من القائمة، ولكن بالنظر إلى “إيرما” فإنه بالفعل أحد أقوى الأعاصير المسجلة على الإطلاق في المحيط الأطلسي.