مجلات ودوريات
كيف تجعل من غرفة أبناءك مصنعاً لتوليد عباقرة المستقبل ؟!
كيف تتخيلين غرفة طفلك التي تودين أن ينشأ فيها؟ قد تعتقدين أن تكديس الغرفة بالألعاب والألوان وملصقات وعرائس الشخصيات الكرتونية قد يوفر للطفل ما يحتاجه بالفعل. أو ملئها بالأثاث الكبير والعالي الذي لن يستطيع الطفل استخدامه إلا بعد خمسة أعوام على الأقل.
لذلك وضع المنتسوري نظامًا بسيطًا يوفر ما يحتاجه الطفل عبر إضافات بسيطة من شأنها تنمية كثير من مهارات الطفل منذ ولادته. ويعتمد نظام المونتسوري على تصميم غرفة مناسبة لطفلك وتساعده على تنمية مهاراته الحركية والاستكشافية والانتباه والتركيز.
ويعمل هذا النظام المتكامل من ألعاب وأثاث وكل ما تحتويه غرفة الطفل على تعليم الطفل الاستقلالية وتعزيز إحساسه بالراحة والأمان، وتوفير مساحة كافية للعلب والاستكشاف في بيئة تعكس النظام والجمال.
السرير:
يعتبر نظام المنتسوري أن السرير التقليدي ذي الحواجز يحد من حرية الطفل ويمنعه من استكشاف غرفته، كما يشكل صعوبة لديه عند تعوده على النوم على سرير عادي بسبب خوفه من خطر السقوط.
ولذلك فإن سرير المنتسوري عبارة عن مرتبة كبيرة لا يتعد ارتفاعها بضع بوصات، توضع في إحدى زوايا الغرفة مع مراعاة وضع وسائد بين المرتبة والحائط وسجادة سميكة بجانب السرير كي لا يصطدم الطفل بالحائط أو بالأرض. كما تعتبر السجادة مساحة تتيح للطفل اللعب عليها وتحميه من الانزلاق والإصابة إذا ما وقع.
وهذا النظام يتيح للطفل استكشاف الغرفة بحرية ما إن يبدأ الزحف، وتساعده على تطوير مهاراته الحركية وتعلم حدود الأشياء والمسافات.
المرآة:
ويشجع نظام المنتسوري على وضع مرآة كبيرة وسميكة ومن زجاج آمن صعب الكسر وتعلق بجانب المرتبة على ارتفاع منخفض. وجود المرآة يشجع الطفل على النظر إليها مما يساعده على الحركة عن طريق تحريك يديه وعضلات رجليه وتقوية البصر، والتعرف على جسمه ونفسه وغرفته عبر رؤية انعكاسات لصور الغرفة، وتركيز نظره عليها وبقائه على بطنه يعطي مؤشرًا عن مدى نمو عضلات جسده وقوة إدراكه.
الألعاب:
يوضع مشبك فوق سرير الطفل تعلق به الألعاب والتي تكون من خامات طبيعية ومصممة ليتفاعل معها الطفل حسب مرحلته العمرية. ويحدد نظام المونتسوري ألعابًا مخصصة لتنمية تركيز الطفل خاصة على الأشياء المتحركة، وتساعده على اكتشاف العالم وإدراك الألوان واستثارة حاسة البصر لديه.
وفي البداية تكون الألعاب أشكالًا هندسية مسطحة باللونين الأبيض والأسود كي يستطيع الطفل التفريق بينهما، ويتغير مستوى بعد الألعاب ومكانها عن الطفل كل مرة كي يتعلم الإدراك بين الأبعاد وعمقها. يمكن بعدها استبدال الأشكال المسطحة بأخرى مجسمة بذات اللونين، ثم يتم بعدها تعليق مجسمات بألوان أخرى بشرط إضافة لون واحد جديد فقط في المرة الواحدة.
وعند بلوغ الطفل شهره الثالث ومحاولته إمساك الألعاب، تضاف الألعاب التي تحدث أصواتًا كالشخشيخة حيث تكون تلك الألعاب أكثر فاعلية له.
الحائط:
“كل شئ يعطيه البالغون للطفل الصغير للاستكشاف الحسي للعالم الحقيقي” من مبادئ المنتسوري
يراعى ألا يشتت الطفل بالصور والرسومات على الحائط، خاصة الصور الكرتونية وحتى الألعاب التي على شكل شخصيات كرتونية لذلك يجب أن يكون لون الحائط هادئ. ومن الممكن وضع صور لمناظر طبيعية في مستوى نظر الطفل أو صور تحمل قيمًا دينية كصور الكعبة أو الأقصى. ومن المفيد قبل إتمام الطفل عامه الأول أن تعلق صور تعليمية بما يراد تعليمه للطفل مثل صور للحيوانات والفواكه ووسائل المواصلات والطبيعة.
الدولاب:
يعمل نظام المنتسوري على تنشئة طفل يعتمد على نفسه، فيبدأ في اختيار وطي ملابسه ووضعها في أماكنها المخصصة وتنسيقها كما يحب أو إخراجها ولبسها بنفسه. لذلك يكون الدولاب عبارة عن خزانة خشبية مفتوحة عبارة عن أدراج ومكان لتعليق الملابس، لا تزيد على المتر حيث أن هذا الارتفاع سيساعد الطفل على المشي أيضًا، ويمكن استخدامها كطاولة لتغيير الحفاضات
الأثاث:
يراعى أن يستخدم أثاث يناسب حجم الطفل كي يتمكن من ممارسة أنشطته المحببة ويعزز شعوره بالاستقلالية، كأن يوضع مكتب وكرسي صغير، والاستغناء عن الأشياء المغلقة كالصناديق وسلة الألعاب. فعوضًا عنها تستخدم أرفف قصيرة مناسبة لطول الطفل كي يضع بها ألعابه وكتبه ويسهل عليها ترتيبها وإحضارها كما يشاء.
والآن قد صارت لديكِ غرفة نوم رائعة وبسيطة وآمنة لطفلك على طراز المنتسوري، وتوفر لطفلك ما يستحقه من بيئة صحية للنمو والتعلم، وتعزز استقلاليته وإدارة شئونه، وتضع الطفل في المقام الأول كي يبدأ استكشاف العالم الخارجي عبر استكشاف نفسه وغرفته.