أخبار

مصر تُشدد على خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة

تزامناً مع استمرار تدفق مزيد من المساعدات للفلسطينيين عبر معبر رفح، شددت مصر على «خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة»، وأكد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الثلاثاء، أن «مصر مستمرة في توفير الأساسيات المطلوبة للفلسطينيين؛ لكن المهم ضمان إنفاذ المساعدات إلى القطاع من الجانب الآخر»، معرباً عن تطلعه للحصول على مزيد من الدعم من الجهات المانحة والوكالات وهيئات الدعم الإنساني حول العالم، من أجل «تدبير مزيد من الاحتياجات المطلوبة لسكان قطاع غزة».

جاء ذلك خلال مباحثات أجراها مدبولي، الثلاثاء، في القاهرة، مع الرئيسة الجديدة للاتحاد الدولي لجمعيات «الصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر»، كيت فوربس، التي بدأت جولة لها في منطقة الشرق الأوسط بعد توليها منصبها الجديد، لتنسيق جهود الدعم الإنساني لمتضرري الحرب في غزة من المدنيين.

ووفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري»، فقد ركزت مباحثات مدبولي مع رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات «الصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر» على سبل تنسيق الجهود المشتركة لتقديم الدعم الإنساني للفلسطينيين في قطاع غزة. وتحدث مدبولي عن الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المسؤولون المصريون من أجل «سرعة التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية العاجلة بشكل كافٍ ومستدام إلى القطاع»، مؤكداً أن «مصر تجمعها شراكة طويلة الأمد مع الاتحاد الدولي لجمعيات (الصليب الأحمر) و(الهلال الأحمر)».

وقال مدبولي إنه «من المهم ضمان احترام حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة بصفة عامة، وقطاع غزة بصفة خاصة، على ضوء ما نشهده من دمار لحق بالقطاع بسبب الحرب»، مؤكداً الحاجة لعملية إعادة إعمار شاملة للقطاع لاحقاً، وهو ما سيتطلب أموالاً ضخمة في هذا الصدد، لافتاً إلى أن الاتحاد الدولي لجمعيات «الصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر»: «يُمكن أن يلعب دوراً مهماً في تقديم الدعم الإنساني للجانب الفلسطيني، بالتعاون مع (الهلال الأحمر المصري) والجهات المصرية المعنية، وكذا التنسيق من أجل استدامة الدعم المقدم للفلسطينيين في قطاع غزة».

قافلة مساعدات مصرية تغادر معبر رفح بعد توصيل الإغاثات للقطاع في وقت سابق (الهلال الأحمر المصري)

بدورها، أكدت «فوربس» أنها تزور مصر في إطار أول جولة لها في منطقة الشرق الأوسط، من أجل تنسيق الجهود المشتركة فيما يتعلق بإنفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، في ظل ما يشهده القطاع خلال الآونة الحالية من ظروف شديدة الصعوبة. وأشارت إلى أن جهود التنسيق المشتركة تشمل تدبير الموارد من أجل توفير المساعدات المطلوبة لسكان قطاع غزة المتضررين من الحرب، وكذا بحث سبل إنفاذ هذه المساعدات في أسرع وقت، مشيدة بالجهود المصرية من أجل إنهاء الحرب في قطاع غزة، سواء على صعيد جهود الدبلوماسية المصرية، أو جهود توفير الاحتياجات الإنسانية للقطاع من طعام ودواء.

وأكدت «فوربس» أن «هناك دعماً واضحاً من الدولة المصرية لسكان القطاع»، موضحة: «نحن هنا للتأكيد أننا بحاجة إلى دعم وحماية المدنيين، وضرورة سرعة إنفاذ المساعدات إلى قطاع غزة». كما أكدت التزامها بتقديم كل الدعم اللازم لمصر في ما يتعلق بتوفير المساعدات اللازمة للقطاع.

وتدعو مصر بشكل مُتكرر إلى تسهيل تدفق مزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة. وتشير مصر من وقت إلى آخر إلى «المعوقات التي تفرضها إسرائيل على عملية إدخال المساعدات إلى القطاع، والتي تُعقِّد من الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة».

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تدخل رفح في جنوب قطاع غزة بعد عبور الحدود النهائية من مصر (أ.ف.ب)

وقال مصدر مصري مسؤول في شمال سيناء، الثلاثاء، إنه «تم إدخال 95 شاحنة إلى قطاع غزة، من بينها 5 شاحنات وقود وغاز للطهي خاص بالمنازل، و90 شاحنة تحمل كميات من المواد الغذائية والطبية والإنسانية»؛ مشيراً إلى أن إدخال شاحنات المساعدات يتم بالتنسيق مع «الهلال الأحمر المصري» ونظيره الفلسطيني في قطاع غزة، ومنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، طبقاً للاحتياجات في القطاع، وبعد اتخاذ الإجراءات المتبعة.

وكان «الهلال الأحمر المصري» قد أعلن أخيراً حجم المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة عبر بوابة معبر رفح، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع وحتى مطلع فبراير (شباط) الجاري، مؤكداً «عبور 9831 شاحنة إلى قطاع غزة عبر معبرَي رفح وكرم أبو سالم، أي ما يعادل 94.5 يومياً».

يأتي هذا في وقت استقبلت فيه مصر، الثلاثاء، عبر معبر رفح، عدداً من الجرحى والمرضى والمرافقين الفلسطينيين وأصحاب الجوازات الأجنبية والمصرية. وذكر المصدر المصري أن «ما يقرب من 386 من الجرحى والمرضى والمرافقين الفلسطينيين وأصحاب الجوازات الأجنبية والمصرية عبروا معبر رفح إلى مصر».

إغلاق