مقالات وبحوث
محاولات إخماد الربيع الأوروبي في باريس
طالما سمعنا عن دول العالم الأول وتحضرها ووقوفها موقف المعلم لدولنا فى التعامل مع الاحتجاجات والتظاهرات وحرية الرأي والتعبير والديموقراطيه وعندما يأتي دورهم فالمنطق أن يضربوا المثل والقدوه في تنفيذ ما يروجوا له وما يعلموه للناس.
و مع تأجج الاحتجاجات التى دعا إليها النشطاء السياسيين الفرنسيين ، احتجاجا على خطط الإصلاح التى تبناها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إذ بنا نري عبر الفضائيات ومواقع اخباريه فرنسيه مشهد أعمدة الدخان وأصوات الرصاص والقنابل المسيله للدموع وقمع الإحتجاجات
ومع طبيعة الحال لا يمكن الفصل بين الداخل الفرنسي والوضع الأوروبي بعد النجاح الذي حققته التيارات اليمينيه علي بعض الأصعده في تحقيق العديد من الانتصارات السياسيه علي التيارات الليبراليه في أوروبا بل وسيطرتها علي السلطه في بعد الدول مثل ايطاليا .. بالإضافة إلى حالة التمرد المجتمعى على السلطات الليبرالية الحاكمة فى عدة دول أخرى جراء سياساتهم التى كانت السبب الرئيسى وراء التراجع الاقتصادى وتنامى الإرهاب
وهو الأمر الذي سيجعلها لن تتأخر فى استغلال الأحداث الراهنة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية في فرنسا الأمر الذي ينذر بفوضي قادمه خاصة إذا ما استمرت حالة الاستقطاب التى تشهدها المجتمعات الأوروبية بشكل عام وفي فرنسا بوجه خاص.