الجيش والشرطةتحقيقات وتقاريرسلايد 1
جريمة الرحاب.. تاكسي وصفقة قد يكشفان غموض المذبحة
الصمت التام من جانب المسؤولين عن التحقيقات في مذبحة الرحاب بمصر، والتي وقعت قبل أيام وأسفرت عن مقتل أسرة كاملة هو سيد الموقف، والسرية المطلقة هي السياج الذي يحيط بكافة مجريات التحقيق من سماع أقوال الجيران والأقارب والأصدقاء، وكل من له علاقة بالأسرة ومحيطها ضماناً لسرعة الوصول للجناة.
لكن ما تسرب من تفاصيل يؤكد وبشكل قاطع أن رجال الأمن توصلوا لخيوط كثيرة قد تساعدهم في الوصول للقتلة، خاصة بعد استبعاد فرضية انتحار الأب بعد قتله لأفراد أسرته.
رسالة هاتفية على جوال رجل الأعمال، عماد سعد أبو شنب، رب الأسرة القتيلة تخص بعض الدائنين، وكانت في نفس اليوم الذي حدده تقرير الطب الشرعي بأنه اليوم الذي وقعت فيه الجريمة وكان قبل اكتشافها بنحو 5 أيام كاملة.
معلومة أخرى حول أن الجناة وصلوا إلى فيلات لطفي المنفلوطي، وهو المكان الذي تقع فيه فيلا الأسرة ومسرح الجريمة بمدينة الرحاب، بسيارة تاكسي تاركين سيارتهم في مكان قريب من منطقة الرحاب، حتى لا يسجل أفراد الأمن بالمدينة أرقام سيارتهم، ومن ثم يسهل الوصول إليهم وتسعى أجهزة الأمن المصرية للبحث عن هذا التاكسي وصاحبه.
تفاصيل التحقيقات تكشف أن استمرار نباح كلب الحراسة دفع أفراد الأمن بالمدينة بالذهاب للفيلا لمعرفة سبب النباح، وقاموا بطرق الباب مرات عديدة دون جدوى، وفوجئ فرد الأمن برائحة كريهة تنبعث من الفيلا، فأبلغ مالك الفيلا الذي وصل للمكان وأبلغ أجهزة الأمن التي وصلت للمنطقة واكتشفت الجريمة.
ما تكشف أيضاً هو سماع النيابة لأقوال الدائنين للأب وتحريز السلاح الناري المستخدم في الحادث والذي عثر عليه بجوار جثة الأب لفحصه.
مالك الفيلا قال إنه قام بتأجير الفيلا للأسرة أواخر العام 2016، ووفق معاينة أجهزة الأمن فلا توجد أي كاميرات مراقبة بالمنطقة التي وقع بها الحادث، بسبب وجود أكشاك يتواجد بها أفراد الأمن الإداري للمدينة، باستثناء منطقة البنوك والمحال التجارية حيث يتواجد بها كاميرات مراقبة.
التحقيقات تناولت أيضاً كافة الصفقات التجارية التي دخل فيها الأب مع بعض الشركاء ومنها صفقة كبيرة، وبيان ما إذا كانت هناك خلافات حولها أم لا، فيما كشفت المعلومات أن الديون المستحقة على الأب ليست كبيرة، وأن لديه مصوغات ذهبية وأصولا وممتلكات تكفي لسدادها.
آخر ظهور للابن محمد عماد على مواقع التواصل، وتحديداً الواتساب، كان الساعة 11 صباح يوم الاثنين 30 أبريل، ورجح فحص ومعاينة الجثث أن الجريمة وقعت بين الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة السادسة مساء ذلك اليوم، وتم اكتشافها مساء يوم السبت 5 مايو.
علاقات الأب التجارية وطبيعة عمله لا يعلمها أحد، فقد كان كتوماً ولا يروي أسراره للآخرين وفق ما قاله شقيقه رأفت، مؤكداً أن آخر اتصال هاتفي بينه وبين شقيقه، كان يوم 26 أبريل، وكان طبيعياً وما تردد عن أن سبب القتل تراكم مديونيات مالية عليه، أو تعثره في السداد غير صحيح.
سيناريو الجريمة الذي بدأت خيوطه تتكشف لرجال يشير إلى أن الجريمة نفذها عدة أشخاص طاردوا الجناة في أرجاء الفيلا وتعقبوهم حتى قتلوهم، فضلاً عن أن وجود كلب الحراسة وسلامة منافذ الشقة تعني أن الجناة معروفون للأسرة وللكلب، ويترددون على المنزل باستمرار.
العربية