تاريخسلايد 1شؤون دينية

الأزهر.. قصة جامع افتتح تجديده ولي العهد السعودي

الأزهر هو الجامع الذي افتتح أعمال التطوير فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، اليوم الثلاثاء.

ووفقاً لمعلومات الأزهر فإن المسجد الذي يتجاوز عمره أكثر من 1000 عام هو من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، وهو جامع وجامعة، وكان قلعة انطلقت منها كافة الثورات المصرية والاحتجاجات ضد الغزاة.

عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلي، قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، أسس الصقلي مدينة القاهرة، وبعدها شرع في إنشاء الجامع الأزهر، وأتمه وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 7 رمضان 361 هـجرية (972 ميلادية)، فهو بذلك أول جامع أنشئ في مدينة القاهرة، وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر.

واختلف المؤرخون في أصل تسمية الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمناً بفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وإشادة بذكراها.

يعد العصر المملوكي من أزهى وأفضل العصور التي عاشها الأزهر الشريف، حيث تسابق حكام المماليك في الاهتمام بالأزهر طلاباً وشيوخاً وعمارةً، وتوسعوا في الإنفاق عليه والاهتمام به، بل والإضافة إلى بنيته المعمارية.

الأزهر خلال العهد العثماني

أما في العصر العثماني، فقد أبدى سلاطين العثمانيين احتراماً كبيراً للمسجد وأهله على الرغم من مقاومته لهم ووقوفه مع المماليك خلال حربهم مع العثمانيين، إلا أن هذا الاحترام لم يترجم عملياً في صورة الرعاية والاهتمام بعمارته أو الإنفاق على شيوخه وطلابه.

خلال تلك الفترة، أصبح الجامع المكان الأفضل لدى عموم المصريين والأولى بتلقي العلوم والتفقه في الدين، وأصبح مركزاً لأكبر تجمع لعلماء مصر، كما بدأ في تدريس بعض علوم الفلسفة والمنطق لأول مرة.

الأزهر عام 1925

خلال الحملة الفرنسية على مصر، كان الأزهر مركزاً للمقاومة، وفي رحابه خطط علماؤه لثورة القاهرة الأولى، وتحملوا ويلاتها، وامتهنت حرمته. وفي أعقاب ثورة القاهرة الثانية تعرض كبار علماء الأزهر لأقسى أنواع التعذيب والألم، وفرضت عليهم الغرامات الفادحة، وبيعت ممتلكاتهم وحلي زوجاتهم الذهبية استيفاء لها.

طلاب يدرسون بالجامع الأزهر

وعقب مقتل القائد الفرنسي كليبر، فجع الأزهر في بعض طلبته، وفي مقدمتهم سليمان الحلبي، وبينما كان الاحتلال الفرنسي يلفظ أنفاسه الأخيرة صدرت الأوامر باعتقال شيخ الأزهر الشيخ عبدالله الشرقاوي، وظلت تخيم أزمة عدم الثقة بين الأزهر وسلطات الاحتلال الفرنسي حتى آخر أيامه ورحيله عن البلاد.

وبعد انسحاب الفرنسيين من البلاد، عين محمد علي باشا نفسه والياً على مصر استجابة للشعب، وسعى إلى توطيد حكمه من خلال التقرّب إلى علماء الأزهر، وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده، الذين كان آخرهم الملك فاروق الذي تنازل عن العرش الملكي بسبب ثورة 1952.

وفي أعقاب ذلك وفي عام 1961، ووفقاً للقانون الصادر في نفس العام، تم إعلان قيام جامعة الأزهر رسمياً وإنشاء العديد من الكليات.

كان الجامع الأزهر النواة الأولى لأي تجييش للمصريين وتجميعهم للانطلاق نحو معارك أمتهم ونصرتها، حدث ذلك عندما أطلق الرئيس جمال عبدالناصر قولته الشهيرة من الأزهر “سنحارب لدفع العدوان الثلاثي”، وكانت الدعوات تنطلق من الأزهر لدعم الجيش عقب معركة 1967، وجاب علماء الأزهر ربوع البلاد وجبهات القتال لتهيئة المصريين وجنودهم لمعركة استعادة الأرض والتحرير في العام 1973.

من أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر: ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغري بردي، والقلقشندي، ولايزال الأزهر يخرج كل يوم علماء وفقهاء ينشرون رسالة الإسلام الوسطي المعتدل في كل ربوع الدنيا.

العربية
إغلاق