مقالات وبحوث

هادي بن عايض يكتب: مصر .. ليست أم الدنيا

“مصر أم الدنيا” عبارة أول مقولة اتفق عليها العالم أجمع لمكانة مصر العالمية وتميزها في كثير من الجوانب عن جميع دول العالم. جميعهم يتفقون أنها أم للدنيا إلا أنا وبكل قناعة اختلف مع الكل ولدي الشجاعة أن أقف منفرداً للدفاع عن موقفي فمصر ليست اماً للدنيا. كيف تكون أم الدنيا والدنيا فيها الشر وهى أم الخير؟.

الدنيا فيها البخل والبخلاء وهى أم العطاء. الدنيا فيها الغدر وهى أم الوفاء وعلى أرضها أتخذ القرار بتحرير وطني الكويت من غدر الجار والشقيق في جلسة جامعة الدول العربية الشهيرة التي لن ينساها كل كويتي وعن العطاء حدث ولا حرج ففي عز الأوضاع المرتبكة نتيجة التغيرات السياسية التي شهدتها كانت تعالج الليبي واليمني وتستقبل طلبة العراق وسوريا. وفي عز الظروف القاسية والحروب والثورات في الوطن العربي نجد أن الهجرة المكثفة تكون إلى مصر لدرجة أن مناطق كاملة تحولت إلى جاليات عربية استقرت ومارست حياتها بشكل طبيعي وانخرطت في الأعمال المختلفة. الكتابة عن مصر ذات شجون وخصوصاً لمن عاش على أرضها لمدة طويلة وتعلم في جامعاتها وبمناسبة الحديث عن التعليم لمصر الفضل الكبير في تعليم أبناء وبنات الوطن العربي سوأ من خلال إرسال المعلمين أو من خلال استقبال الطلبة . في الجانب الثقافي لا يمكن لمثقف عربي أن يتحدث دون أن يكون لمصر بصماتها في شخصيته. “سور الأزبكية العظيم” وحده يكفي لتثقيف العالم هذا المكان الذي تخرج منه آلاف المثقفين وهنا أشعر بالحزن لما سمعته عن الحال الذي وصل إليه هذا الصرح الثقافي. نعم صرح ثقافي بما يحتويه وليس بالمباني. والجميل في هذا الجانب أن الثقافة لا تنحصر في إمكان محددة مثل المسارح والمكتبات ففي بلد نجيب محفوظ والعقاد وتوفيق الحكيم حتى السيارات في الطرقات تجد أن أصحابها قد كتبوا الجميل والطريف من القول بالخلف أستمتع بها وارصدها دائماً منذ لحظة خروجي إلى أن أصل المكان الذي أريد الذهاب إليه بعض هذه العبارات تتخذها حكمة في حياتك وبعضها تغني عن كتاب كامل.

الوضع الاقتصادي في مصر فقط هو ما يحتاج الدعم لتعود ولتبقى مصر منارة العرب كما كانت وهنا لا اقصد دعم الدول فهذا الجانب موجود ويجب أن يستمر إنما اقصد دعم الشعوب العربية من خلال الاستثمار حتى وان كان ذلك بمبالغ بسيطة من خلال شراء العقار أو المشاريع التجارية التي من شانها دعم الاقتصاد المصري وذلك أيضا مسئولية الحكومة المصرية من خلال برامج استثمارية لجذب المواطن العربي كما يحدث في دول كثيرة استطاعت استقطاب رؤوس أموال كبيرة ببرامج إعلامية مدروسة كان لها الأثر الكبير في دعم اقتصاد هذه الدول ومنها على سبيل المثال لا الحصر البوسنة والهرسك والتي تشهد إقبال كبير من مواطني دول الخليج لتملك الأراضي وبناء مجمعات تجارية وسكنية رغم بعد المسافة …. هذا ودمتم

إغلاق