الصحة والطبدراسات
“كل الطرق تؤدي إلى الوباء”.. تاريخ الحرب الشرسة بين مصر والفيروسات القاتلة.. من “الطاعون” إلى “الضنك”
عبر تاريخها الممتد لآلاف السنوات، تعرضت مصر إلى هزات عنيفة، أتت على الأخضر واليابس، فأصعب أنواع الابتلاء تلك التي تصيب البدن، فعبر سنوات طويلة، ظهرت في الدولة المصرية، عدة أمراض وأوبئة قضت على كثير من المصريين.
أشهر الأوبئة والأزمات الصحية التي تعرضت لها مصر..
– الطاعون “الموت الأصفر”:
هاجم وباء “الطاعون” مصر خلال فترات متعددة، فخلال الفترة من أكتوبر 1347م ويناير1349م، لقي نحو 200 ألف مصري حتفهم على طريق القوافل الذي يربط ما بين القاهرة وبلبيس، وقيل إن الجثث كانت تتناثر في كل مكان على طول الطريق، وأتى الطاعون والمجاعة بعد ذلك على الأخضر واليابس بين 1347م و1349م، وذلك حسب كتابات بعض المؤرخين ومنهم المؤرخ والمفكر الإماراتي، الدكتور محمد فارس الفارس.
فى عام 1348 اجتاح الطاعون العالم، ووصل إلى مصر، يقول ابن إياس إنه كان يخرج من القاهرة كل يوم ما يزيد على 20 ألف جنازة وبلغ عدد من ماتوا بين شهرى شعبان ورمضان نحو 900 ألف، ولم يزرع من الأراضى الزراعية فى هذه السنة إلا القليل بسبب موت الفلاحين، فوقع الغلاء وكادت مصر تخرب فى هذه السنة.
وفي عامي 1517، انخفض عدد المماليك من 10 آلاف مملوك سنة 1346 إلى ما بين 5 و6 آلاف وقت غزو الأتراك عام 1517، وضرب الطاعون أيضًا الأديرة التي كان الاقباط ينعزلون فيها عن الناس للعبادة.
وفي عام 1791، انتشر الطاعون في مصر وأشار إليه “الجبرتي” وكان من ضحاياه الشيخ مرتضى الزبيدي صاحب كتاب “تاج العروس”، ثم طاعون عام 1792، وطاعون عام 1800 الذي حدث أثناء الحملة الفرنسية على مصر، وفتك بمناطق الصعيد خاصة أسيوط.
وخلال عام 1837 توفي ما يقارب 75 ألف شخص في القاهرة و125 ألفًا في بقية محافظات مصر.
– وباء الكوليرا “الموت الأسود”:
تفشت الكوليرا في مصر لأكثر من مرة، لتقضي على آلاف المصريين، وقت أن كانت الرعاية الصحية منخفضة، ولم تكن هناك مقاومة تذكر للمرض.
عُرفت الكوليرا بـ “الوباء الأسود”، وفي عام 1883، اكتشف الطبيب، روبرت كوخ، في مستشفى الإسكندرية الأميري، المرض، وقام بعزل الميكروب الذى ينتشر في شكل ضمات من البكتيريا القاتلة، حينما وجد أعراضه التى تستولى على شريان الحياة في الجسد وتُصيب المريض بالإسهال والقىء الهستيرى الذى يفرغ الشرايين والأوردة من محتوى الماء فيها فيهلك الإنسان فى ساعات من الجفاف.
وعانت مصر من الكوليرا، مع قدوم الإنجليز لمحاربة عرابي أثناء الثورة العرابية، وفي نهاية أغسطس 1883، استُئصل الوباء، وأكدت التقارير حينها أن نتائجه بلغت 40 ألفًا.
كما تعرضت مصر للوباء الأسود عام 1902، وأدى ذلك لوفاة 35 ألفا، ثم عام 1947 وراح ضحيتها 20 ألفا من المصريين.
– فيرس “سي”:
أطلقت مصر العام الماضي، الحملة القومية للقضاء على مرض فيروس “سي”، ونجحت في علاج الملايين، وعانى المصريون لعقود من الفيروس القاتل، فلم يكن هناك علاج يشفيه، وأوضح معهد الكبد الوبائي أن هناك 9 ملايين مريض بالفيروس بمصر.
– إنفلونزا الطيور:
في العام 2006، لاح للمصريين مرض غامض، يأكل في خلاياهم ويهدد مضاجعهم، دون كلل أو ملل، وكان المتهم الأول في تلك القضية، الطيور التي يقومون بتربيتها في المنزل، وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن مصر تأتي في المركز الثالث عالميًا بين الدول الخمس عشرة الموبوءة بالمرض حيث تم التبليغ عالميًا عن إصابة 418 حالة مات منها 257 حالة وتزيد نسبة الوفيات علي60%، وسعت الحكومة المصرية للقضاء على الفيروس، وهو ما نجحت فيه بحلول العام الماضي.
– حمى الضنك “الدنج”:
انتشرت منذ أسبوعين في مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر، حمى غريبة اجتاحت عددًا من الأماكن، وذكرت مصادر بالمحافظة أن الحمى قضت على طفلة صغيرة، إلا أن وزارة الصحة نفت حدوث حالات وفيات نتيجة المرض، ومازالت الجهود قائمة لمحاربة المرض.
اهل مصر