التقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، الدكتور رضا حجازي، اليوم الثلاثاء، بالدكتور عزمي محمود محافظة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي بدولة الأردن، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في تطوير المنظومة التعليمية، وذلك على هامش “المنتدى العالمي للتعليم 2023” المنعقد في لندن خلال الفترة من ٧ إلى ١٠ مايو الجاري.
وأعرب الدكتور رضا حجازي عن سعادته بهذا اللقاء، مؤكدًا عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين وأهمية تعزيز تبادل الخبرات في مجال تطوير التعليم.
واستعرض الدكتور رضا حجازي جهود الوزارة في تطوير المنظومة التعليمية، حيث أكد أن خطة تطوير التعليم هي نهج تتبناه الدولة بأكملها والوزارة تعمل على استكمال بناء مسيرة تطوير المنظومة التعليمية، والعمل بسياسة الحوار، ومشاركة أولياء الأمور والطلاب، للتعرف على الجهد المبذول في تطوير العملية التعليمية.
كما استعرض الدكتور رضا حجازي جهود الوزارة في عدد من المحاور لتطوير التعليم في مصر، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تطوير المناهج التعليمية وفقًا لنظام التعليم الجديد بالشكل الذي يحقق نواتج التعلم المرجوة، وفقًا للمعايير الدولية، وبما يساهم فى بناء الشخصية المصرية، ويتفق مع استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة 2030.
كما أشار الوزير إلى أنه من منطلق اتجاه الدولة نحو التحول الرقمي في كافة المجالات، فقد اتجهت الوزارة إلى ادخال التحول الرقمي في التعليم، ليصبح الطالب أكثر إقبالًا على التعلم والابتكار، موضحًا أن الوزارة اتخذت خطوات لدمج التكنولوجيا فى البرنامج التعليمى، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تساعد الطالب على التفكير الناقد وإدارة المعرفة، والحصول عليها من مصادر متعددة في ظل التحول الرقمى وتعدد المصادر التعليمية كالمنصات الرقمية والتابلت.
وتطرق الوزير أيضا إلى جهود الوزارة في تطوير منظومة الامتحانات، والتي من بينها إتاحة بنوك أسئلة تقيس نواتج تعلم حقيقية ومستويات معرفية مختلفة كالفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم وحل المشكلات والإبداع.
وأكد الدكتور رضا حجازي أنه إيمانًا من الوزارة بأنه لا تطوير للتعليم دون الارتقاء بالمعلم وتنميته مهنيًا، فإن رؤية الوزارة للمستقبل تتمثل في وجود واختيار معلمين يتمتعون بمهارات مهنية ومعارف ممتازة وقيم وسلوكيات مهنية سليمة، فضلا عن قدرتهم على تنمية مهاراتهم بشكل متواصل حتى يتمكنوا من مواكبة أساليب التعلم المختلفة والحديثة المرتبطة بالتحول الرقمى والتكنولوجيا وغيرها الأدوات العلمية والتربوية بما يمكنهم من بناء شخصية الطفل وتجهيزه للتعامل مع المشكلات الحياتية وتأهيله لسوق العمل.
وأشار الوزير إلى أن اختيار المعلمين وتعيينهم في مصر يمر باختبارات وتدريبات متعددة لضمان امتلاكهم للمهارات التربوية والتكنولوجية والثقافية، مؤكدًا على الدور الهام للأكاديمية المهنية للمعلمين في التنمية المهنية المستدامة وترقى المعلمين، مما ينعكس بشكل مباشر على النهوض بالمستوى التعليمى للطلاب وبالمنظومة التعليمية للدولة.
وفي ضوء رعاية الطلاب المتفوقين والموهوبين، أكد الدكتور رضا حجازي أن الوزارة تهتم باكتشاف ورعاية الموهوبين وصقل مهاراتهم في جميع المجالات العلمية والرياضية والفنية والثقافية، كما تسعى الوزارة إلى زيادة عدد مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا STEM على مستوى الجمهورية، موضحًا أن هذه المدارس تتميز بتدريس المواد المتطورة فى العلوم والتكنولوجيا والرياضيات، وتقوم مناهجها على التكامل بين المواد المختلفة، وتصميم نواتج تعلم تتماشى مع المعايير القومية والعالمية، بالإضافة إلى العمل على إعداد خريجين قادرين على التفكير المنطقي، وحل المشكلات، والابتكار، الإبداع، والمبادرة والتواصل، والعمل بروح الفريق.
وتطرق الوزير أيضا إلى جهود الوزارة لمواجهة ظاهرة التسرب من التعليم، والتي تتضمن العمل على محور الاتاحة وكذلك الحد من التسرب لسد منابع الأمية وإعطاء فرصة للطلاب المتسربين من التعليم للالتحاق بقطار التعليم من خلال مدارس التعليم المجتمعي، كما تبذل الوزارة جهودًا كبيرة لتوصيل الخدمة التعليمية في الأماكن التي تعاني نقصًا شديدًا في أعداد المدارس والفصول، وذلك من خلال توفير مدارس التعليم المجتمعي في المناطق النائية ومدارس الفرصة الثانية لاستيعاب المتسربين.
وتطرق الدكتور رضا حجازي، خلال الاجتماع، لاستراتيجية الوزارة لتطوير التعليم الفني والتدريب المهني، مؤكدًا أن منظومة التعليم الفنى تستهدف التحول نحو تعليم فنى يلبى احتياجات سوق العمل بأفضل معايير الجودة العالمية، من خلال نهج مستدام، يقوم على خمسة محاور، هي تحسين جودة التعليم الفنى، وتحويل المناهج الدراسية إلى مناهج قائمة على منهجية الجدارات وتحسين مهارات المعلمين من خلال التدريب والتأهيل، ومشاركة أصحاب الأعمال في تطوير التعليم الفنى، فضلًا عن تغيير الصورة النمطية للتعليم الفنى.
وقال الدكتور رضا حجازي: “إن مدارس التكنولوجيا التطبيقية تعد نموذجًا هامًا يجسد نجاح تلك المنظومة بالتعاون مع مؤسسات الأعمال والقطاع الخاص کمشارك فاعل في إدارة وتشغيل مدارس فنية في تخصصات جديدة مبنية على منهجية الجدارات بأعلى معايير الجودة، ومن خلال معلمين متميزين وكفاءات من أصحاب الخبرة لتخريج كوادر فنية تلبى احتياجات أسواق العمل المحلية والإقليمية والدولية، وتعد من أهم النماذج التي تغير الصورة الذهنية للتعليم الفنى”.
ومن جانبه، استعرض الدكتور عزمي محافظة سبل تطوير منظومة التعليم في الاردن، مشيدا بجهود وزارة التربية والتعليم المصرية في الارتقاء بمنظومة التعليم، ومعربا عن أهمية تعزيز سبل التعاون مع الجانب المصري وتبادل الخبرات في هذا المجال.
المصدر: خليجيون نيوز