سلايد 1شئون اجتماعيةكتب ودراسات

قصة هذا المشرد بشوارع القاهرة تكشف مفاجأة وطنية مدوية

هي قصة موجعة ومؤثرة، أبطالها مهندس مصري مسلم بارز وشاب مسيحي وفصولها عبارة عن دراما يتجلى فيها الجحود والنكران، ولكن تشهد نهايتها أروع معاني الوفاء والإنسانية.

التفاصيل بدأت قبل أيام في شارع ثروت بجوار جامعة القاهرة العريقة بمحافظة الجيزة، حيث كان المشهد الأول للشاب المسيحي مينا صلاح الذي يعمل مصورا، فقد خرج من الجامعة بعد إنهاء معاملات خاصة به، وأثناء مروره الشارع شاهد رجلا مسنا يقع من فوق مقعده الذي يجلس عليه فوق الرصيف.

مينا يكمل القصة ويقول إن الرجل المسن كان رث الثياب، وحالته العامة سيئة، وأصيب في وجهه بعد سقوطه من فوق المقعد، فتوجه نحوه وساعده على النهوض، ثم توجه به لأقرب صيدلية حتى يمكن القيام بالإسعافات اللازمة له.

ويضيف أنه سأل الرجل عن اسمه أو عنوانه فلم يجب، وبدا له أنه فاقد للذاكرة ومصاب بالزهايمر، فلا يتذكر شيئا على الإطلاق، لذا اضطر أن يبحث في جيوبه عن أي أوراق تكشف هويته، واستخرجها بالفعل، وكانت المفاجأة أنه مهندس معماري ويقيم في حي المعادي، فتركه في الصيدلية وتوجه لمحل إقامته المثبت في بطاقة هويته للبحث عنه.

ويكمل مينا ويقول إنه عرف من صاحبة العقار أن من كان يقيم في العقار هو شقيقه الذي يقيم حاليا في أوروبا، وعلم كذلك أن الرجل له ولدان أحدهما في فرنسا، والآخر في كندا، وأنه حاليا وحيد بلا مأوى ومصاب بالزهايمر.

ويتابع الشاب المصري قائلا إنه عاد للصيدلية واصطحب الرجل معه لمنزله لحين العثور على حل لمأساته، واضطر أن يلجأ لمواقع التواصل، حيث كتب تدوينة روى فيها القصة ودون معها رقم هاتفه، عسى أن يعثر على أحد من أقاربه، مضيفاً أنه تم تداول القصة على نطاق واسع ووصلت لأبنائه وشقيقه لكن كانت الصدمة كبيرة.

الصدمة كما يقول مينا أن بعض أصدقاء ابني الرجل أكدوا له أنهم تواصلوا معهما دون استجابة، فيما اتصل شقيقه المقيم في فرنسا ليسأل عليه لكن بعد أن تم حل المشكلة ودون اكتراث، أما المفاجأة التي أذهلته فهي أن تلاميذ الرجل اتصلوا به ومنهم مسؤولون كبار وتدخلوا وأنهوا معاناته.

ويضيف مينا أن اللواء مهندس هشام أبو سنة مدير موانئ البحر الأحمر، والمهندس هاني ضاحي وزير النقل والبترول السابق والنقيب الحالي للمهندسين في مصر، اتصلا به وطلبا منه أن يأتي بالرجل ويقابلهما في مكتبهما، وذهب إليهما مصطحبا المهندس عمر ليكتشف مفاجأة أخرى.

المفاجأة أن الرجل المسن الذي شرده الزهايمر هو واحد من أبرز المهندسين في مصر، وله تلاميذ في الدول العربية، ووالده من أهم مصممي المتاحف المصرية، وفور لقائه بنقيب المهندسين ومدير موانئ البحر الأحمر قاما باصطحابه لأحد محلات الملابس واشتريا له ملابس جديدة، ثم اصطحباه لواحدة من أفضل وأفخم دور المسنين في مصر.

ويضيف مينا: لقد انهالت التبرعات على نقابة المهندسين من أجل الرجل، وصدر أمر من النقابة بالتكفل برعايته وعلاجه وإعاشته، على أكمل وجه.

لم يتخيل مينا كما يقول إن هذا الرجل بهذه القيمة العلمية، وإنه يجيد 3لغات ويتحدث بها بطلاقة وهي الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وله مؤلفات باسمه تم ترجمتها لعدة لغات، مضيفاً أن النهاية كانت سعيدة وتم توفير حياة آدمية وكريمة تليق به وبقيمته وترحم شيخوخته وتجعله لا يحتاج لأحد.

العربية

إغلاق