تاريخسلايد 1كتب ودراسات
ماذا يعني هذا الاكتشاف بمقبرة الفرعون توت عنخ آمون؟
بعد جدل دام أكثر من عامين، منذ إعلان الخبير وعالم المصريات البريطاني “نيكولاس ريفز” في 2015 عن نظريته حول وجود غرفة دفن أخرى وراء جدران مقبرة الفرعون الصغير “توت عنخ آمون” وتعود إلى الملكة “نفرتيتي” والتي لم يعثر حتى الآن على مقبرتها، والمعروفة بجمالها وممارستها دوراً سياسياً ودينياً مهماً في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وزوجة الفرعون “أخناتون” الذي حكم مصر قبل 3400 عام.
كان هناك تفاوت في نتائج الدراسات الخاصة بقراءات أجهزة الرادار، التي أجرتها بعثة علمية يابانية وأخرى أميركية خلال عامي 2015 و2016 لإثبات صحة نظرية عالم الآثار البريطاني عن وجود غرفة دفن الملكة نفرتيتي خلف حجرة الدفن الخاصة بالملك توت عنخ آمون، والتي أثارت جدلا واسعا بين علماء الآثار بالعالم.
وأخيراً أعلنت وزارة الآثار المصرية أمس، أن نتائج أبحاث البعثة العلمية التابعة لجامعة البوليتيكنيك بتورينو بإيطاليا، والتي أثبتت عدم وجود أية غرف خلف جدران مقبرة الملك توت غنخ آمون بوادي الملوك، بمحافظة الأقصر صعيد مصر.
وأضافت الوزارة في بيانها أن الخبراء استعانوا بالمسح الراداري الذي قدم دليلا قاطعا على عدم وجود غرف خلفية تلاصق مقبرة توت عنخ آمون أو داخل حجرة الدفن.
وقالت الوزارة على لسان مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن فرانشيسكو بورشيللي، رئيس البعثة الإيطالية، سوف يتحدث تفصيلا عن نتائج دراسات وأبحاث فريقه العلمي المكون من علماء من مؤسسة “جيوستودو أستير” و”ثري دي جيوماجينج” خلال محاضرة علمية في المؤتمر الدولي الرابع للملك توت عنخ آمون.
وأضاف أن بورشيللي أشار في تقريره العلمي الذي قدمه للجنة الدائمة للآثار المصرية أن الدراسات الخاصة بقراءات المسح الراداري الأفقي والرأسي داخل المقبرة أثبتت عدم وجود أية غرف أو حتي دلائل على وجود أية أعتاب أو حلوق لأبواب غرف، مما يتعارض مع النظرية التي افترضت وجود ممرات أو غرف ملاصقة أو داخل حجرة الدفن الخاصة بالملك توت عنخ آمون.
وتكمن أهمية الكشف عن مقبرة نفرتيتي، والتي تعتبر سبقاً في علم الآثار، من شأنه تسليط الضوء على تلك الحقبة الغامضة من التاريخ المصري القديم، والتي حكمت فيها نفرتيتي مصر إلى جوار زوجها الملك أخناتون، أحد أكثر ملوك مصر القديمة إثارة للجدل، والمعروف بملك التوحيد، بالإضافة للأهمية التاريخية للملكة “نفرتيتي” التي وصفت بأنها من أجمل ملكات مصر القديمة وصاحبة أجمل تمثال يصور رأس ملكة من عصر الفراعنة.
وأكد الدكتور زاهي حواس عالم الآثار ووزير الآثار المصري الأسبق أن من الممكن أن يكون خلف الجدار الشمالي لمقبرة توت عنخ آمون تجويف هوائي، ولكن في نفس الوقت من المستبعد علمياً أن يحتوي هذا التجويف على مقبرة أخرى، خاصة إذا كانت هذه المقبرة لملكة فرعونية عظيمة مثل الملكة نفرتيتي.
وأضاف حواس أنه من المستبعد أيضاً أن يدفن ملك بقدر ومكانة الملك توت عنخ آمون في مقبرة ليست مقبرة والدته، نافياً بهذا التصريح الجدال الدائم حول أن الفرعون الصغير توت عنخ آمون، هو ابنا الملك إخناتون والملكة نفرتيتي.
وأوضح حواس أنه منذ بدء البعثة اليابانية دراستها في عام 2015، والتي رجحت وجود مواد عضوية خلف الجدار الشمالي بنسبة 70%، قامت البعثة المصرية بإرسال هذه الدراسات إلى الولايات المتحدة الأميركية للتأكد من صحتها، والتي نفتها بشكل قاطع.
ومن جانبه، علق الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار المصرية، أن نتائج البعثة الإيطالية التي قامت بالمسح الراداري على جدران مقبرة الملك توت عنخ آمون، قدمت دليلا قاطعاً على عدم وجود غرف خلفية تلاصق مقبرة توت عنخ آمون أو داخل حجرة الدفن، وهي نتائج نهائية.
العربية