الاقتصاد (المال والأعمال)

وزيرة الاستثمار: 150 مليار دولار استثمارات سنوية مطلوبة بمجال البنية الأساسية

قالت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، أن منتدى إفريقيا 2018 يعد من أهم الفعاليات الاقتصادية فى القارة الإفريقية، خاصة مع تركيزه على مناقشة أبرز التحديات أمام نمو أسواق القارة وسبل التغلب عليها مع رصد آفاق التعاون وتعزيز الاستثمارات المشتركة وزيادة التجارة البينية بما يوفر العديد من فرص العمالة.

وأكدت خلال مشاركتها أمس الأحد فى الجلسة الافتتاحية لفعاليات اليوم الثانى لمنتدى إفريقيا 2018، حرص فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية على مد جسور التقارب مع الأسواق الإفريقية بهدف تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز المقومات الأساسية التى تتمتع بها القارة لتحقيق مستقبل أفضل.

وأوضحت الدكتورة سحر نصر، أنه على الرغم من التحديات الاقتصادية التى يمر بها العالم الفترة الحالية، تظل الأسواق الإفريقية الأكثر جذبًا للاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال الأعوام الخمسة الماضية بمعدلات تصل إلى 4 أضعاف ما يتم إنفاقه على المستوى الخارجي.

وأضافت أن مصر تأتى ضمن أبرز التجارب الناجحة اقتصاديا على صعيد أسواق القارة خلال العام الحالي، مدعومة بتبنى برنامج اقتصادى طموح ارتكزت دعائمه الأساسية على تهيئة وتحسين مناخ الاستثمار وإجراء إصلاح مالى وتشريعى عَبر إصدار قوانين جديدة تدعم مناخ الاستثمار فى مصر وتحولها إلى وجهة أكثر تنافسية مثل قانون الاستثمار.

وأوضحت أن فعاليات المنتدى الحالى شهدت أمس مشاركة أكثر من 250 شركة ناشئة مثلت 35 دولة مشاركة، بما يشير إلى نجاح توجه المنتدى فى دعم رواد الأعمال وتخصيص يوم خاص لرواد الأعمال .

وأشارت الدكتورة سحر نصر، إلى أن الأسواق الأفريقية مازالت تحتاج إلى بنية أساسية داعمة من شبكات ربط طاقة جديدة ومتجددة وتعظيم الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات بهدف تحقيق التنمية المستدامة، بواقع استثمارات سنوية مطلوبة تقدر بنحو 150 مليار دولار، فيما يبلغ حجم الفجوة التمويلية الحالية 90 مليار دولار.

وأكدت الوزيرة، على أهمية استغلال الثروة البشرية التى تتمتع بها القارة الإفريقية عَبر الاستثمار فى رأس المال البشري، مشيرة إلى تجربة مصر فى ذلك بعدد من المجالات مثل الصحة والتعليم وتنمية المهارات.

وفى سياق أخر أكدت الدكتورة هبة سلامة، الرئيس التنفيذى للوكالة الإقليمية للاستثمار التابعة لمنظمة الكوميسا أن القارة الإفريقية تمتلك العديد من المزايا النسبية والحوافز اللازمة لجذب مزيد من الاستثمارات الجديدة خلال الفترات المقبلة، مشيرة إلى إن القارة الإفريقية أبهرت العالم بتقدمها الاقتصادى خلال العام الماضى، حيث استحوذت على 6 مراكز بين أكثر 10 دول نموا فى العالم .

وقالت خلال مشاركتها اليوم فى الجلسة الافتتاحية لفعاليات اليوم الثانى لمنتدى إفريقيا 2018، أن هذه النتائج جاءت بسبب وجود إرادة قوية لدى القيادات السياسية فى القارة الأفريقية لتحقيق التحول الاقتصادى والاستغلال الأمثل لموارد القارة.

وأشارت الدكتورة هبة سلامة إلى أن متطلبات المرحلة الحالية لجنى ثمار المقومات التى تمتلكها الأسواق الإفريقية تتمثل فى إتاحة المزيد من فرص العمل الجديدة، والاستثمار فى العنصر البشري، متوقعة أن يتم إضافة نحو 122 مليون شاب إلى سوق العمل فى إفريقيا بحلول عام 2020 يمثلون خريجو الجامعات والمعاهد وغيرها، بما يمثل قوة عمل ضخمة يجب استغلالها وتهيئة المناخ الداعم لها للمشاركة فى قيادة النمو الاقتصادى للقارة السمراء.

وأكدت أن القارة تمتلك الملايين من الشباب الطموح، الذين أثبتوا خلال المرحلة الماضية أنهم أكثر طموحا وإبداعا وقدرة على اقتناص الفرص المتواجدة، كما أصبحو مؤهلين لامتلاك مفاتيح مستقبل القارة.

ولفتت الدكتورة هبة سلامة، إلى أنه على الرغم من تمتع القارة بالعديد من الفرص الواعدة، الا أن أغلب رؤوس الأموال المستثمرة حاليًا تعد أجنبية بما يعنى ضعف حجم الاستثمارات المحلية مشيرة إلى أن 10 دول أفريقية فقط تستحوذ على نحو 78% من الاستثمارات الأجنبية الوافدة.

وأشارت إلى أن الاستثمارات البينية “الإفريقية – الإفريقية” لاتزال محدودة، وهو ما يتطلب إجراءات سريعة لتغيير هذا الواقع لدفع معدلات التنمية بالقارة وتحقيق اقتصاد تكاملى قادر على مواجهة التحديات العالمية والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، مؤكدة على ضرورة العمل خلال الفترة المقبلة على تعزيز التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين كافة دول القارة عبر العمل على إلغاء الحواجز الحدودية وتسهيل حرية الانتقال، بما يعزز من فرص تنمية التبادل التجارى بين دول القارة.

ونوهت إلى أن القارة تحتاج إلى مزيد من التواصل والمشاركة فى الأفكار والعمل الجماعى على كافة المستويات، خاصة وأن معظم دول القارة تتمتع بقواسم مشتركة كما  تتمتع بعدد من المقومات الممثلة فى التنوع الطبيعى خاصة مع وجود أكثر من 3 آلاف مجموعة عرقية ونحو ألفى لغة .

وقدمت الدكتورة هبة سلامة، التهنئة لمصر بمناسبة تولى رئاسة الاتحاد الافريقى خلال العام المقبل، مؤكدة أن التوقيت الحالى يعد الأنسب للمضى قدمًا نحو تعزيز التجارة والتعاون عبر الحدود بين مختلف الدول الإفريقية.

إغلاق