الجيش والشرطةتحقيقات وتقاريرسلايد 1
تفاصيل مثيرة بواقعة مريض تركه أطباء لمشاهدة مباراة صلاح
تفاصيل جديدة ومثيرة تكشفت في واقعة المريض المصري الذي قالت أسرته إن أطباء بمستشفى حكومي بمحافظة البحيرة شمال البلاد، تركوه في غرفة العمليات مفتوح البطن للحاق بمشاهدة مباراة للاعب محمد صلاح المحترف بصفوف فريق ليفربول الإنجليزي.
وقال الدكتور ياسر زايد، مدير مستشفى كفر الدوار العام الذي حدثت به الواقعة، إن الواقعة حدثت يوم الأربعاء الموافق 11 أبريل الماضي أي قبل أسبوعين، وفي هذا اليوم لم تكن هناك مباراة من الأساس لفريق ليفربول الذي يلعب النجم المصري المحترف بصفوفه محمد صلاح، بل كانت مباراة فريقه مع فريق مانشستر سيتي في ربع نهائي دوري الأبطال قبلها بيوم واحد وهو 10 إبريل.
وأضاف أن المريض وصل إلى قسم الطوارئ بالمستشفى في تمام الساعة السابعة مساء يوم 11 أبريل، وكان يشكو من آلام كبيرة في بطنه بسبب الزائدة الدودية، وذكر أنه كان قادما من القاهرة وداهمته تلك الآلام، مشيرا إلى أنه تم عمل الفحوص اللازمة، وكان التشخيص المبدئي أنه يعاني من التهاب في الغشاء البريتوني، وهو ما يستلزم تدخلا جراحيا وعلى الفور تم إدخاله غرفة العمليات.
وقال مدير المستشفى إنهم استدعوا له أحد الأطباء “الكبار” في قسم الجراحة، وهو الدكتور صبحي عبد ربه، وخلال إجراء الجراحة تبين أن معدة المريض منفجرة بسبب قرحة مزمنة وبداخلها مادة غير معلومة، تمت إحالتها للفحص والمعاينة لتحديد هويتها، مضيفا أن الأطباء أجروا جراحة جديدة للمعدة وبعدها قرروا نقله للعناية المركزة.
وأشار مدير المستشفى إلى أن المشكلة التي بسببها اعتقدت أسرة المريض أن المستشفى أهمل ابنها، هي عدم وجود مكان بالعناية المركزة بالمستشفى لنقله إليه، ولكن تم حل المشكلة بتحويله إلى العناية المركزة بمستشفى شركة مصر للغزل بكفر الدوار، وهي قريبة للمستشفى، واستمر فيها 7 أيام لحين توافر مكان بالعناية المركزة، مؤكدا أنه فور توافر المكان تم نقله مجددا لقسم العناية المركزة بالمستشفى.
وعن سبب الزج باللاعب محمد صلاح في المشكلة وادعاء أقارب المريض أن الأطباء تركوا ابنهم مفتوح البطن في غرفة العمليات لمشاهدة مباراة للاعب، قال الدكتور ياسر زايد إنه لم يكن هناك في هذا اليوم مباراة للاعب وفريقه، ولا يعلم سر الزج بمحمد صلاح في المشكلة، مؤكدا أنه إذا كان زعم أقارب أسرة المريض صحيحا فلماذا لم يقوموا بتصوير الأطباء وهم يشاهدون المباراة، فقد كانوا متواجدين جميعا في المستشفى في ذلك اليوم؟
وقال إن الشاب متواجد الآن في العناية المركزة بالمستشفى ويجد كل اهتمام وتقدير، ولن تتركه إدارة المستشفى حتى تستقر حالته رغم الشكاوى العديدة التي تقدم بها أقاربه لوزارة الصحة ووسائل الإعلام.
من جانبه، كشف الدكتور يسري بيومي، وكيل مديرية الصحة بالبحيرة تفاصيل أخرى، وقال لـ”العربية.نت” إن الدكتور علاء الدين عثمان وكيل الوزارة بالمحافظة، قرر تشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة، ومحاسبة أي طبيب أو مسؤول يثبت تقصيره أو إهماله، نافيا تماما تفرغ الأطباء لمشاهدة مباراة للنجم محمد صلاح وتركهم للمريض في غرفة العمليات وبطنه مفتوح.
وأضاف أن سبب المشكلة التي يعاني منها المريض هي قرحة مزمنة أدت لانفجار المعدة، واعترف المريض أنه كان يتناول مادة مخدرة هي عقار “الترامادول”، وتسببت في انفجار المعدة، وتعامل معه الأطباء بكل مهنية.
وأشار إلى أن ما حدث بعد ذلك أن الشاب ونتيجة العملية الجديدة تعرض لمضاعفات استدعت نقله للعناية المركزة، واعتقد أهله وأقاربه أنها بسبب إهمال طبي أو تقصير وخلافه، لكن الحقيقة أنه تم عمل أشعة مقطعية على المكان الذي تتواجد به الزائدة الدودية ولم تكشف وجود أي انفجار بها، ولذلك اشتبه الأطباء في أن سبب الآلام التي يعاني منها هو التهاب الغشاء البريتوني وقرروا إجراء الجراحة له على الفور.
وأضاف وكيل المديرية أنه بعد إجراء الجراحة اكتشف الأطباء انفجار المعدة، فأجروا جراحة عاجلة له، وتم نقله للعناية المركزة وبسبب المضاعفات الناجمة عن العملية، فقد الشاب الوعي، وهو ما أثار غضب أسرته، واعتقدوا بوجود تقصير وإهمال، وأن الجراحة التي أجريت لابنهم كانت إزالة للزائدة الدودية فقط.
وحول ما تردد عن أن أسرة المريض تعتقد أن هناك إهمالا أدى لدخول ابنهم غرفة العناية المركزة، وأنهم لا يملكون قيمة إقامته فيها، قال وكيل المديرية: كل ما تم للشاب من فحوص وتحاليل وعمليات جراحية كان مجانيا، لأن المستشفى حكومي لا يحصل على مقابل مالي نظير الخدمة.
وبسؤال وكيل المديرية عن لماذا زعمت أسرة المريض أن الاطباء تركوا ابنهم لمشاهدة مباراة كرة قدم للاعب محمد صلاح قال: “اسألوهم ولو لديهم دليل واحد على ذلك فليقدموه لجهات التحقيق”.
العربية